بودرة الحجر البركاني (الخفاف)
بودرة الحجر البركاني هي مسحوق حجر الخُفاف أو الخَفّان، وهو صخر بركاني زجاجي خفيف، مسامي تملؤه الثقوب الناتجة عن احتباس بعض فقاعات الغاز أثناء تصلّبه من الطفح البركاني. حجر الخفاف يحتوي على العديد من المسامات ممّا يجعله خفيفًا جدًا بحيث يطفو على الماء. معظم مسامات حجر الخفاف صغيرة جدًا وغير متصلة ببعضها البعض، ولذلك لا يمكن للزيت أو الماء أو الغاز أن يتدفّق عبر هذا الصخر.
كيف يتكوّن الحجر البركاني (الخفاف)
يتكوّن الحجر البركاني (الخفاف) عندما يقذف البركان الصخور شديدة الحرارة والضغط. يتمّ تبريد الانفجارات البركانية تحت الماء بسرعة فيحدث التكوين الرغوي غير المعتاد للخفاف بسبب تجميد الفقاعات عند التبريد السريع المتزامن وانخفاض الضغط السريع.
مواطن الحجر البركاني (الخفاف)
يمكن العثور على الخفاف في جميع أنحاء العالم بسبب الأحداث البركانية القارّية والحوادث البركانية تحت سطح البحر، وأهم مواطن تواجده هي جزر ليباري على شواطئ إيطاليا.
استخدامات بودرة الحجر البركاني (الخفاف)
بسبب تعدّد استخدامات الحجر البركاني (الخفاف) يتم استخدام الكسارات لتحقيق الدرجات المرغوبة منه، والتي تتراوح بين التكتل، والخشونة، والتوسّط، والنعومة، والبودرة. وتشمل استخداماته المتعدّدة عدّة مجالات:
المجال الطبي:
- في الصناعة الطبية القديمة كان يتمّ استخدام الخفاف المطحون مع مكوّنات عشبية أخرى لعلاج سرطان المرارة وصعوبات المسالك البولية، ولعلاج القرح التي غالبًا ما تكون على الجلد والقرنية.
- في الطب النفسي يستخدم حجر الخفاف للتخفيف من القلق ولتعزيز الهدوء العاطفي والاسترخاء. كما يظنّ البعض أنّ له تأثيرات روحية على العقل البشري بحيث يقضي على الأفكار السلبية، ويحفّز الإبداع.
المجال الصناعي:
- يستعمل حجر الخفاف كمادة ساحجة (حاكّة / كاشطة) فيدخل في مجال التلميع، وصناعة محايات القلم الرصاص، ومستحضرات الطلاء، وإنتاج الجينز المغسول بالحجر.
- كما تمّ استخدام الخفاف في بدايات صناعة الكتب لإعداد ورق البرشمان وتجليد الجلد.
- يدخل الاستخدام الصناعي لحجر الخفاف أيضًا في ترشيح المياه، واحتواء الانسكابات الكيميائية، وتصنيع الأسمنت، والبستنة، والمصانع الخاصة بالحيوانات الأليفة.
- عند طحنه إلى مسحوق، يستخدم الخفاف كذلك لأغراض التنظيف الصناعية.
- حجر الخفاف، الذي يتمّ ربطه أحيانًا بمقبض، هو أداة تنظيف فعالة لإزالة الترسبات الكلسية والصدأ وحلقات الماء العسر وغيرها من البقع على تركيبات البورسلين في المنازل (مثل الحمامات).
المجال الصحّي والتجميلي:
- في مصر القديمة، كان من الشائع إزالة كل شعر الجسم للسيطرة على القمل وكطقس من طقوس النظافة الشخصية باستخدام الكريمات وشفرات الحلاقة وأحجار الخفاف.
- تتمّ إضافة الخفاف المطحون ناعماً إلى بعض معاجين الأسنان كطلاء، على غرار الاستخدام الروماني، بحيث يزيل بسهولة تراكم البلاك بسبب ميزته الكاشطة.
- كانت العناية بالأظافر في الصين القديمة تستخدم أحجار الخفاف.
- تتواجد قطع الخفاف المتنوّعة الأشكال اليوم في حمّامات البيوت، وفي صالونات التجميل، وذلك للاستخدام أثناء عملية العناية بالأقدام لإزالة الجلد الجاف والزائد من أسفل القدم، أو لإزالة الأوساخ العنيدة، أو لإزالة الشعر غير المرغوب فيه أيضًا.
المجال الزراعي:
- يساهم الخفاف في خصوبة التربة في المناطق التي توجد فيها بشكل طبيعي في التربة بسبب النشاط البركاني، لأنّ التربة الجيدة تتطلّب كمية كافية من الماء وتحميل المغذيات بالإضافة إلى القليل من الضغط للسماح بتبادل الغازات بسهولة.
- تتطلب جذور النباتات النقل المستمر لثاني أكسيد الكربون والأكسجين من وإلى السطح، لذلك يعمل الخفاف على تحسين جودة التربة نظرًا لخصائصه المسامية.
- فائدة أخرى لصخور الخفاف غير العضوية هي أنّها لا تجذب أو تستضيف الفطريات أو الحشرات.
- استخدام الخفاف يخلق ظروفًا مثالية لنمو النباتات مثل الصبار والعصارة لأنه يزيد من احتباس الماء في التربة الرملية ويقلل من كثافة التربة الطينية للسماح بنقل المزيد من الغازات والمياه إلى الجذور.
- تعمل إضافة الخفاف إلى التربة على تحسين وزيادة الغطاء النباتي حيث تجعل جذور النباتات المنحدرات أكثر استقرارًا وبالتالي فهي تساعد في تقليل التآكل.
- غالبًا ما يتمّ استخدام حجر الخفاف على جوانب الطرق والخنادق وفي ملاعب العشب والجولف للحفاظ على غطاء العشب والتسطيح الذي يمكن أن يتحلّل بسبب الكميات الكبيرة من حركة المرور والضغط.